السبت، 11 ديسمبر 2010

عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها

عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها

  علم لا يعمل به, وعمل لا اخلاص فيه ولا اقتداء, ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا, ولا يقدمه أمامه الى الآخرة, وقلب فارغ من محبة الله والشوق اليه والأنس به, وبدن معطل من طاعته وخدمته,  ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب, وامتثال أوامره, ووقت معطل عن استدراك فارط, أو اغتنام بر وقربة, وفكر يجول فيما لا ينفع, وخدمة من لا تقربك خدمته الى  الله, ولا تعود عليك بصلاح دنياك وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله, وهوأسير في قبضته, ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, سعي ضائع.

  وأعظم هذه الاضاعات اضاعتان هما أصل كل اضاعة: اضاعة القلب واضاعة الوقت, فاضاعة القلب من ايثار الدنيا على الآخرة, واضاعة الوقت من طول الأمل, فاجتكع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل, والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء, والله المستعان.

  العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها الى الله ليقضيها له ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والاعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات, ولكن اذا مات القلب لم يشعر بمعصيته.

GetAttachment[3]

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

أساس الخير أن تؤمن بما شاءه تعالى

 

 

أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن. فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه, فتشكره عليها, وتتضرّع اليه أن لا يقطعها عنك, وأن السيئات من خذلانه وعقوبته, فتبتهل اليه أن يحول بينك وبينها, ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات الى نفسك. وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد, وكل شر فأصله خذلانه لعبده, وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكللك الله الى نفسك, وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك, فاذا كان كل خير فأصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة اليه. فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له, ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه.

  قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اني لا أحمل هم الاجابة, ولكن هم الدعاء, فاذا ألهمت الدعاء فان الاجابة معه. وعلى قدر مية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه واعانته. فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم, والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك, فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين, يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به, وهو العليم الحكيم, وما أتي من أتى الا من قبل اضاعة الشكر واهمال الافتقار والدعاء, ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه الا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء. وملاك ذلك الصبر فانه من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد, فاذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد.