صلة الأرحام ـ ب
ليس الواصل بالمكافىء :
أخي الحبيب .. في هذه الأيام، كثرت أسباب قطيعة الأرحام، وكلها في أغلب الأحيان أسباب دنيوية، كالمال والتجارة .. فجعلت الدنيا في قلوبنا الشحناء لإخواننا وأقاربنا .. ووالله الذي لا إله غيره .. إن مال الدنيا كله ونعيمها الفاني ، لا يستحق منا أن نقطع رحماً لنا .. ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)(محمد:23). فمن المُؤْسِفِ أنَّ كثيراً من المسلمين اليومَ غفَلُوا عن القيامِ بحقِّ الأرحامِ، وقطَعوا حبْلَ الْوَصْل، وحُجَّةُ بعضِهِم أنَّ أقاربَه لاَ يصِلُونَه، وهذه الحجةُ لا تنفعُ عن الله؛ لأنه لو كانَ لا يصلُ إِلاَّ مَنْ وصلَه لم تكنْ صلتُه لله، وإنما هي مُكافَأةٌ كما قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "َ لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا (صحيح).
وإذا وصَلَ رَحِمَه وهم يقطعونَه فإنَّ له العاقبةَ الحميدةَ، وسَيَعُودون فيصلُونَه كما وصَلَهم إن أراد الله بهم خيراً.
معك من الله معين :
وإن كنت ـ أخي الكريم ـ ممن ابتلاهم الله بأقارب يقطعونه، رغم صلتك لهم .. فأبشر ! لك من الله معين على هذه الصلة ..
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ .. فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ؛ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، ولا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " ( صحيح)
قال الإمام النووي في شرح الحديث : " تسفهم المل " .. أي كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ، وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم ، وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن .
لكن كل مايطلبه منك الحبيبr أن تداوم على هذه الصلة .. أشار إلى ذلك، بقوله : " ما دمت على ذلك " ..
أفضل أخلاق أهل الدنيا :
فإن وصلتهم، وداومت على ذلك، فأنت في زمرة أفضل أخلاق الدنيا، صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, فعن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده، وبدرني فأخذ بيدي فقال : " يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة .. تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه" (الحاكم في المستدرك،وسكت عنه الذهبي ).
أبشر .. أنت ممن يخشون الله :
فصلة الرحم امتثال لأمر الله، وعلامة من علامات الخشية .. قال تعالى : (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) ( الرعد 21) .
الرحم تشهد لك يوم القيامة :
والرحم تشهد لك أيها الأخ الواصل بالصلة يوم القيامة ، فعن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم: " وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها"(صحيح).
أخي المسلم ..
إنّ ذوي الرّحِم غيرُ معصومين ، يتعرّضون للزّلَل ، والخطأ ، وتصدُر منهم الهَفوة ، فإن بَدَر منهم شيءٌ من ذلك فالزَم جانبَ العفوِ معهم ، فإنَّ العفوَ من شِيَم المحسنين ، وما زادَ الله عبدًا بعفو إلاّ عِزًّا ، وقابِل إساءَتهم بالإحسان، ولك في يوسف القدوة والأسوة ، فقد فعل إخوةُ يوسفَ مع يوسفَ ما فعلوا ، وعندما اعتذروا قبِل عذرهم وصفَح عنهم الصفحَ الجميل ، ولم يوبِّخهم ، بل دعا لهم وسأل الله المغفرةَ لهم ، "لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
توصية عملية :
قم بعمل جولة لزيارة بيوت الأقارب .. فإن لم تستطع الذهاب إليهم لبعد المسافة، فصلهم بالتليفون أو ما شابه ذلك .
ليس الواصل بالمكافىء :
أخي الحبيب .. في هذه الأيام، كثرت أسباب قطيعة الأرحام، وكلها في أغلب الأحيان أسباب دنيوية، كالمال والتجارة .. فجعلت الدنيا في قلوبنا الشحناء لإخواننا وأقاربنا .. ووالله الذي لا إله غيره .. إن مال الدنيا كله ونعيمها الفاني ، لا يستحق منا أن نقطع رحماً لنا .. ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)(محمد:23). فمن المُؤْسِفِ أنَّ كثيراً من المسلمين اليومَ غفَلُوا عن القيامِ بحقِّ الأرحامِ، وقطَعوا حبْلَ الْوَصْل، وحُجَّةُ بعضِهِم أنَّ أقاربَه لاَ يصِلُونَه، وهذه الحجةُ لا تنفعُ عن الله؛ لأنه لو كانَ لا يصلُ إِلاَّ مَنْ وصلَه لم تكنْ صلتُه لله، وإنما هي مُكافَأةٌ كما قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "َ لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا (صحيح).
وإذا وصَلَ رَحِمَه وهم يقطعونَه فإنَّ له العاقبةَ الحميدةَ، وسَيَعُودون فيصلُونَه كما وصَلَهم إن أراد الله بهم خيراً.
معك من الله معين :
وإن كنت ـ أخي الكريم ـ ممن ابتلاهم الله بأقارب يقطعونه، رغم صلتك لهم .. فأبشر ! لك من الله معين على هذه الصلة ..
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ .. فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ؛ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، ولا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " ( صحيح)
قال الإمام النووي في شرح الحديث : " تسفهم المل " .. أي كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ، وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم ، وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن .
لكن كل مايطلبه منك الحبيبr أن تداوم على هذه الصلة .. أشار إلى ذلك، بقوله : " ما دمت على ذلك " ..
أفضل أخلاق أهل الدنيا :
فإن وصلتهم، وداومت على ذلك، فأنت في زمرة أفضل أخلاق الدنيا، صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, فعن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده، وبدرني فأخذ بيدي فقال : " يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة .. تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه" (الحاكم في المستدرك،وسكت عنه الذهبي ).
أبشر .. أنت ممن يخشون الله :
فصلة الرحم امتثال لأمر الله، وعلامة من علامات الخشية .. قال تعالى : (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) ( الرعد 21) .
الرحم تشهد لك يوم القيامة :
والرحم تشهد لك أيها الأخ الواصل بالصلة يوم القيامة ، فعن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم: " وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها"(صحيح).
أخي المسلم ..
إنّ ذوي الرّحِم غيرُ معصومين ، يتعرّضون للزّلَل ، والخطأ ، وتصدُر منهم الهَفوة ، فإن بَدَر منهم شيءٌ من ذلك فالزَم جانبَ العفوِ معهم ، فإنَّ العفوَ من شِيَم المحسنين ، وما زادَ الله عبدًا بعفو إلاّ عِزًّا ، وقابِل إساءَتهم بالإحسان، ولك في يوسف القدوة والأسوة ، فقد فعل إخوةُ يوسفَ مع يوسفَ ما فعلوا ، وعندما اعتذروا قبِل عذرهم وصفَح عنهم الصفحَ الجميل ، ولم يوبِّخهم ، بل دعا لهم وسأل الله المغفرةَ لهم ، "لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
توصية عملية :
قم بعمل جولة لزيارة بيوت الأقارب .. فإن لم تستطع الذهاب إليهم لبعد المسافة، فصلهم بالتليفون أو ما شابه ذلك .
تجميع وتقديم/محمد فكرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق