الجمعة، 13 مارس 2009

صنائع المعروف/حق الجــــــــار - ب

حق الجار ـ ب

أين مرقتك ؟ !

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر " إذا طبخت مرقه فأكثر ماءها وتعاهده جيرانك"( صحيح).. ولعلك تعلم فقر أبي ذر وحاجته . وكأن الرسول يوصيه بالجار ويتعاهده بشيء ولو بماء المرقة! فأين مرقتك ؟ .

الأقرب أولاً :

قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : قلت : يا رسول الله إن لي جارين، فإلى أيهما أهدى؟ قال: " إلى أقربهما منك باباً
" ( صحيح) .

تحذير !

عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع " ( صحيح)

الجار الحسن يُشترى ..

حسن الجوار من النعم العظيمة والآلاء الكريمة، ولهذا قال علي ـ رضي الله عنه ـ : الجار قبل الدار؛ فالدار الطيبة الواسعة القريبة تضيق بساكنيها إذا ابتلوا بجار سوء، والدار الضيقة البعيدة تطيب لساكنيها إذا حظوا بحسن الجوار.

باع أبو الجهم العدوي داره بمائة ألف دينار، ثم قال للمشترين: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص(الصحابي رضي الله عنه) ؟ . فقالوا: وهل يشترى جوار قط؟ قال: ردوا عليَّ داري، وخذوا دراهمكم، والله لا أدع جوار رجل: إن فقدتُ سأل عني، وإن رآني رحب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قربني، وإن سألتُه أعطاني، وإن لم أسأله ابتدأني، وإن نابتني جائحة فرّج عني.

فبلغ ذلك سعيداً فبعثه إليه بمائة ألف درهم.

الجار السوء يباع بأبخس الأثمان

كان أبو الأسود الدؤلي ، صاحب علي من سادات التابعين وأعيانهم، واضع علم النحو بتوجيه من علي رضي الله عنه، وقد كان لأبي الأسود جيران بالبصرة، كانوا يخالفونه في الاعتقاد، ويؤذونه في الجوار، ويرمونه في الليل بالحجارة، ويقولون له: إنما يرجمك الله تعالى؛ فيقول لهم: كذبتم، لو رجمني الله لأصابني، وأنتم ترجمونني ولا تصيبونني؛ ثم باع الدار، فقيل له: بعتَ دارك؟! فقال: بل بعت جاري ! ! !

فكن ـ أخي في الله ـ كسعيد بن العاص يُشترى جواره، ولا تكن كفساق الكوفة، يُباع جوارهم بأبخس ثمن ! ..

وصايا الصحابة :

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من حق الجار أن تبسط له معروفك، وتكف عنه أذاك.

وقال علي للعباس رضي الله عنهما: ما بقي من كرم أخلاقك؟ قال: الإفضال على الإخوان، وترك أذى الجيران.

وكان يقال: ليس من حسن الجوار ترك الأذى، ولكن الصبر على الأذى.

وقال عبيد بن عمير: من حق الجار عليك أن تعرفه معروفك و تكف عنه أذاك و من حق القرابة أن تصله إذا قطعك و تعطه إذا حرمك و إن أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة و إن أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه..

والجوار ليس قاصراً على السكن، وإنما يشمل الجار في السوق، وفي الزراعة، والطلب، ونحوها..

توصية عملية :

أحرص على استضافة أحد جيرانك على طعام .. والأفضل من ذلك عمل إفطار مجمع للجيران، كأفطار العمارة، أو إفطار المسجد، إو إفطار الحي.

تجميع وتقديم/ محمد فكرى

ليست هناك تعليقات: