صلة الأرحام ـ أ
ما أعظم حق الرحم !
ما أعظم الرحم عندما قال الله عزل وجل: ( وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ، إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء - 1]..
و قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال : نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ( متفق عليه)..
فالرحم عظيمة، لاقترانها بتقوى الله، وجليلة لارتباطها بعرش الرحمن ..
صلة الأرحام واجب شرعي :
قال القرطبي : "اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة "
فيخطىء البعض عندما ينظر إلى صلة الرحم وكأنها صدقة غير مفروضة عليه، ولكن في الحقيقة ، صلة الرحم واجب شرعي، قرنها رسول اللهr بالصلاة والزكاة في أكثر من موضع .
صلة الأرحام بعد أركان الإسلام :
فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ r : " تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ"(صحيح)
ثواب معجل أو عقوبة معجلة :
ولعظم حق الرحم جعل الله ثواب واصلها عاجلاً في الدنيا وعظيماً في الآخرة ، وعقوبة قاطعها عاجلاً في الدنيا عظيماً في الآخرة ..
أما الثواب المعجل ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فيصل رحمه " (متفق عليه).
وأما العقوبة المعجلة ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة : من البغي ، وقطيعة الرحم" ( صحيح ) ..
صلة الرحم من موجبات المغفرة !
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما، فهل لي من توبة؟ قال: " فهل لك من أم؟ " قال : لا. قال: " فهل لك من خالة ؟ " ، قال: نعم . قال: " فبرها" ( صححه الترمذي) . فكفر ذنوبك بالبر والصلة ..
ومجالات الرحم كثيرة :
هناك من ينظر إلى الأرحام بنظرة ضيقة فيجعله في المحارم الخالة والعمة وبنت الأخ وبنت الأخت ، لكن مفهوم الرحم أشمل من هذا ..
فالآباء والأمهات أولى درجات الرحم .. ثم الجد والجدة .. ثم العم والعمة ثم الخال والخالة.. ثم أبناء العم والعمة .. ثم أبناء الخال والخالة .. وهكذا ..
ووسائل الصلة عديدة : ومنها:
الزيارة والاستضافة لهم، خصوصاً في المناسبات .
التصدق على الفقراء الأقارب ( فقراء العائلة )
سلامة الصدر نحوهم ..
الهدية ( كالحلوى أو الفاكهة ) .. مع مراعاة حسن الإسلوب .
والدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.
مشاركتهم الأفراح والأتراح ..
توصية عملية :
قم بعمل جولة لزيارة بيوت الأقارب .. فإن لم تستطع الذهاب إليهم لبعد المسافة، فصلهم بالتليفون أو ما شابه ذلك .
تجميع وتقديم/محمد فكرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق